وطب نفسا إذا حكم القضاء دع الأيام تفعل ما تشـــاء فمـــا لحوادث الدنيا بقاء ولا تجـــزع لحادثة الليالي وشيمتك السماحة والوفــاء وكن رجلا على الأهوال جلدا وسرك أن يكون لهـا غطاء وإن كثرت عيوبك في البرايا يغطيه كمــا قيل السخـاء تستر بالسخــاء فكل عيب فإن شماتة الأعــداء بـلاء ولا تر للأعـــادي قط ذلا فمــا في النار للظمآن ماء ولا ترج السماحة من بخيـل وليس يزيد في الرزق العناء ورزقك ليس ينقصـه التأني ولا بؤس عليك ولا رخــاء ولا حزن يدوم ولا سـرور فأنت ومالك الدنيا ســـواء إذا مــا كنت ذا قلب قنوع
....دع الأوطان....
من راحة فدع الأوطان و اغترب ما في المقام لذي عقل و ذي أدب و أنصب فإن لذيذ العيش في النص سافر تجد عوضاً عمن تفارقه إن ساح طاب و إن لم يجر لم يطب إني رأيت وقوف الماء يفسده و السهم لولا فراق القوس لم يصب و الأسد لولا فراق الأرض ما افترست لملها الناس من عجم و من عرب و الشمس لو وقفت في الفلك دائمة و العود في أرضه نوع من الحطب و التبر كالتراب ملقى في أماكنه و إن تغرب ذاك عز كالذهب فإن تغرب هذا عز مطلبه